وقفات دعوية

وقفات دعوية
الدعاء
موانع الدعاء وشروط الإجابة

موضوع الدعاء موضوع مهم، وأشرت إليه مرارا؛ إخوانكم المسلمون بأمس الحاجة إلى الدعاء في صلاتكم، في سجودكم، وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء، ادعوا لإخوانكم -أيها الإخوة- وألحوا على الله بالدعاء، ولا تستعجلوا الإجابة؛ ورد في الأثر ذكر بعض المفسرين ابن جرير وغيره أن موسى -عليه السلام- عندما قال: (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ).
قال الله جل وعلا (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا) الآية قال بعض المفسرين إنها استجيبت بعد 40 سنة، لا تستعجل؛ لأن من خوارم الإجابة الاستعجال في الدعاء.
أيضا ادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة، إطابة المطعم، والمأكل من أسباب الإجابة، أما الحرام " يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له " أو كما قال أيضا ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ولا تستعجلوا؛ يستجاب للإنسان ما لم يقل: دعوت دعوت دعوت فلم يستجب لي. لا تقل هذا -حفظك الله- فألحوا على الله، ادعوا لأنفسكم، ادعوا لإخوانكم، ادعوا لوالديكم، ادعوا لمن له حق عليكم، ادعوا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، قعدت بنا دنيانا، وقعدت بنا ذنوبنا أن نشارك مع إخواننا في ميادين كثيرة، ألا نشاركهم في دعاءنا.
الدعاء لهم في صلاتنا في عبادتنا، مساعدتهم من أعظم هذا الجانب، والدعاء سبب من الأسباب، ولا يرد القضاء إلا الدعاء؛ ولذلك من الخطأ الذي يقع فيه بعض الناس يقول: اللهم إنني لا أسألك رد القضاء ولكنني أسألك اللطف فيه … لا يا أخي لا تقل هذا! لأن الرسول بين أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
إنه قد يقضي الله -جل وعلا-، بل إنه من الدعاء المأثور دعاء القنوت: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وقني برحمتك واصرف عني شر ما قضيت " أن الله يصرف عنك شر ما قضى، مع أنه قضاه -جل وعلا-، وقدره فإنه يصرف عنك، فإن أيضا الدعاء يرد القضاء، فألحوا على الله -جل وعلا- وأكثروا من الدعاء أيها الأحبة، وعلموا أبناءكم وإخوانكم الدعاء؛ لعل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين؛ فأحوال المسلمين كما ترون، والكفار قد رمونا عن قوس واحدة، وأصبح هذا الإسلام والمسلمون هم المستهدفين الآن في كل مكان.
فمن وسائل النجاة، ومن وسائل الإعانة هو الدعاء؛ لأنه يفتح في النفس أفقا ألم تلاحظ يا أخي الكريم، ألم تلحظ وأنت تدعو تأتي أحيانا وأنت في غمة في مشكلة، فإذا دعوت الله -جل وعلا- انفرجت أساريرك وانشرح صدرك، ووجدت راحة عظيمة سواء أكان من أمور الدنيا، أو من أمور الدين، سواء أكانت مشكلة في بيتك جنبنا الله وإياكم المشكلات، أو في مجتمعك، أو مشكلة عامة تجد راحة نفسية بعد دعائك الله -جل وعلا-.
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)() من هو؟ هو الله (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)() (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)() ومن موانع الدعاء الاعتداء في الدعاء، الدعاء بقطيعة رحم، أو بإثم هذا من موانع الدعاء فلا تدعوا بها؛ لأنها من موانع الدعاء.
-على كل حال- موانع الدعاء وشروط الإجابة كثيرة، إنما أشرت إشارة سريعة لأهمها وأبرزها، فأكثر من الدعاء، وادعوا للمسلمين عموما، لكم خصوصا وللمسلمين عموما، وأكثروا من: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
وفيه شيء غافلون عنه الدعاء في القرآن كثير، الدعاء في القرآن كثير جدا، ولكن لبعدنا عن القرآن -كما قلت-، أو لبعد كثير منا عن القرآن، ولبعد بعضنا عن القرآن لا ندرك هذا؛ ولذلك سأختم هذا المجلس هذا اليوم، وأختم هذا الدرس الذي قضينا فيه هذا الفصل -بحمد الله- ونعمته ونشكره والله، ونثني عليه الخير كله؛ حيث أتم علينا هذه النعمة من أعظم النعم التي أحمد الله وأشكره، وأثني عليه الخير كله أن أتم هذه الدروس استمرارا، ودون انقطاع، وأسأل الله أن يبارك فيها، وأن يجعلها حجة لنا لا حجة علينا.

الدعاء في القرآن

وفيه شيء غافلون عنه الدعاء في القرآن كثير، الدعاء في القرآن كثير جدا، ولكن لبعدنا عن القرآن -كما قلت-، أو لبعد كثير منا عن القرآن، ولبعد بعضنا عن القرآن لا ندرك هذا؛ ولذلك سأختم هذا المجلس هذا اليوم، وأختم هذا الدرس الذي قضينا فيه هذا الفصل -بحمد الله- ونعمته ونشكره والله، ونثني عليه الخير كله؛ حيث أتم علينا هذه النعمة من أعظم النعم التي أحمد الله وأشكره، وأثني عليه الخير كله أن أتم هذه الدروس استمرارا، ودون انقطاع، وأسأل الله أن يبارك فيها، وأن يجعلها حجة لنا لا حجة علينا.
أيها الإخوة:
فأقول: سأدعو فأمنوا في آخر هذا الدرس بدعاء من القرآن، وأختم به هذه الدروس المباركة تحريا للإجابة وأيضا، تعليما أن القرآن فيه من الدعوات العظيمات، أقتصر على ما أتمكن منه في هذه العجالة السريعة والله أعلم.
فأقول (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
ومن آداب الدعاء أن يكرر ثلاث مرات (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ).
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
(رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
(رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا) (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا) (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا) (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً).
(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونلتقي على خير بإذن الله.