بسم الله الرحمن الرحيم
س : السلام عليكم .. أريد يا شيخ معرفة معنى :
(ناقصات عقل ودين) وجزاك الله خيراً.
ج : أحسن ما فسر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حديثه، وقد جاء تفسير هذه الجملة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ففي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : "يا معشر النساء تصدقن؛ فإني أريتكن أكثر أهل النار". فقلن : وبم يا رسول الله؟ قال : "تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن". قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال : "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل"؟ قلن : بلى، قال : "فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"؟ قلن : بلى، قال : "فذلك من نقصان دينها " رواه البخاري ومسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وهذا نقص لا تلام عليه المرأة؛ لكن من جعل كاملا كان أفضل منها، بخلاف من نقص شيئا مما وجب عليه. فصار النقص في الدين والإيمان نوعين :
1 ـ نوعا لا يذم العبد عليه؛ لكونه لم يجب عليه؛ لعجزه عنه حسا أو شرعا، وإما لكونه مستحبا ليس بواجب.
2 ـ ونوعا يذم عليه وهو ترك الواجبات".
وقال: "فليس هذا النقص دينا لها تعاقب عليه، لكن هو نقص حيث لم تؤمر بالعبادة في هذا الحال، والرجل كامل حيث أمر بالعبادة في كل حال، فدل ذلك على أن من أمر بطاعة يفعلها كان أفضل ممن لم يؤمر بها وإن لم يكن عاصيا، فهذا أفضل دينا وإيمانا، وهذا المفضول ليس بمعاقب ومذموم، فهذه زيادة كزيادة الإيمان بالتطوعات، لكن هذه زيادة بواجب في حق شخص وليس بواجب في حق شخص غيره، فهذه الزيادة لو تركها بهذا لا يستحق العقاب بتركها، وذاك لا يستحق العقاب بتركها ولكن إيمان ذلك أكمل".
[b]